حين يصبح المسرح حياة… تكريم عبدالله السعداوي في فعالية استثنائية
عرّاب المسرحي التجريبي

في إطار تكريم إرث المسرحي البحريني الراحل عبدالله السعداوي، يستعد مركز إنكي للفنون الأدائية، بالتعاون مع نادي مدينة عيسى وبدعم من هيئة البحرين للثقافة والآثار، لإطلاق فعالية “قلب السعداوي المشترك” في الأول من يونيو المقبل.
تُفتتح الفعالية في تمام الساعة السابعة مساءً بمعرض تشكيلي بعنوان “عبدالله السعداوي.. الخبز الفريد”، بمشاركة نخبة من الفنانين التشكيليين الذين يقدمون أعمالًا مستوحاة من مسيرة السعداوي الفنية. كما سيتم خلال المعرض تدشين آخر إصدارات الراحل، التي تُنشر للمرة الأولى، وتسلط الضوء على محطات مهمة في رحلته الإبداعية.
وفي الساعة الثامنة مساءً، تُقام أمسية بعنوان “بوح: قلب السعداوي المشترك.. المسرح الحياة”، بإدارة الفنان سلمان العريبي، حيث يتشارك محبو السعداوي ذكرياتهم وتجاربهم معه، ويُطرح السؤال الجوهري: كيف يكون المسرح حياةً
تُعد فعالية “قلب السعداوي المشترك” فرصة لاستذكار تأثير السعداوي العميق على المسرح البحريني والعربي، وتأكيدًا على أن إرثه الفني لا يزال حيًا في قلوب محبيه وعلى خشبات المسرح.
في إطار فعالية “قلب السعداوي المشترك”، يتناول لقاءٌ تدريبي خاص أسس المنهج المسرحي للفنان الراحل عبدالله السعداوي، ويُعرض فيه ولأول مرة فيلمٌ قصير أُنتج عام 1988، يوثق جانبًا من تجربته الغنية في تدريب الممثلين. وتحت إدارة محمد رضوان، يجتمع اثنان من أبرز تلامذته، جمعان الرويعي ومصطفى رشيد، ليكشفا عن خفايا المنهج الذي صاغ به السعداوي أجيالًا من المسرحيين.
كما تُقام جلسة بعنوان “مسرحيات السعداوي.. تجارب وشهادات”، يُعرض خلالها تسجيل نادر لتدريبات ومسرحية “الكمامة” التي نال عنها السعداوي جائزة الإخراج في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي عام 1994. وفي الجلسة نفسها، يشارك الفنانان السعوديان إبراهيم الحساوي ومعتز العبدالله في حوار استرجاعي يستحضر التجربة المسرحية للسعداوي، بإدارة خالد الرويعي، حيث يرويان ما كان، ويتأملان ما بقي من أثره.
أما الندوة المعنونة “البلاغة في عروض السعداوي المسرحية”، فتضم الباحثين جمال الصقر وعباس الحايك (السعودية)، وتحاول تفكيك اللغة المسرحية التي تبناها السعداوي، وتحليل أسلوبه الفريد الذي جعل من كل عرض مسرحي توقيعًا لا يُنسى، بإدارة محمد الصفار.
“قلب السعداوي المشترك” ليس مجرد فعالية، بل نبض مستمر، وذاكرة حية لرجل جعل من الخشبة مرآةً للحياة، ومن المسرح وطنًا دائم الحضور، لا يغيب.
يُذكر أن عبدالله السعداوي، المولود عام 1948، يُعد من رواد المسرح التجريبي في الخليج العربي، وقد أسس مسرح الصواري في البحرين عام 1991، وقدم أعمالًا مسرحية متميزة تجاوزت القوالب التقليدية، مستفيدًا من فضاءات متنوعة مثل القلاع والمنازل القديمة، ومُسهمًا في تطوير حركة المسرح التجريبي في المنطقة.
albiladpress.com/