الدورة الثالثة والعشرون للكويت المسرحي تستعيد تجارب الرواد
المهرجان احتفى بالفنان الكويتي سعد الفرج الذي اختير "شخصية المهرجان" لهذا العام، وجرى عرض فيلم تسجيلي عن مسيرته الفنية.
إلى جانب العروض المسرحية المتنافسة على جوائزها، تحتفي فعاليات مهرجان الكويت المسرحي في دورته الثالثة والعشرين، المستمرة حتى الثامن من مارس الجاري، بتجارب رائدين أسسا لحراك مسرحي كويتي وهما الفنان سعد الفرج (1938) والفنان الراحل صقر الرشود (1941 – 1978).
وتضمن حفل الافتتاح، الذي انعقد في السابع والعشرين من فبراير الماضي، عرضًا مسرحيًا غنائيًا بعنوان “سفر” دار حول أعمال المخرج المسرحي الكويتي الراحل صقر الرشود. واستعادت المسرحية أعمال صقر الرشود من خلال شخوصه الشهيرة وأعماله المسرحية الخالدة، مثل “حفلة على الخازوق” و”على جناح التبريزي” و”تابعه قفة” و”ضاع الديك” وغيرها من الأعمال المسرحية التي ميزت مسيرته الإبداعية، وذلك في قالب غنائي موسيقي بقيادة المايسترو محمد عبدالرحمن البعيجان ومن إخراج عبدالعزيز صفر، وهو فكرة ورؤية رئيس المهرجان مساعد الزامل.
وقال وزير الإعلام الكويتي عبدالرحمن البداح المطيري إن المهرجان يعد منارة للثقافة والآداب في الوطن العربي منذ انطلاقته في عام 1989، لافتًا إلى أن المهرجان استطاع منذ دورته الأولى أن يعلن هويته واستمراره نحو دعم ونشر ثقافة التنوع الإبداعي والفكري على خشبة المسرح ليكون منصة حضارية تسهم في دعم وتطوير الحركة المسرحية.
وذكر أن أعمال دورة هذا العام تتزامن مع مرور 100 عام على ظهور العمل المسرحي في دولة الكويت لتؤكد على انطلاقة الحركة المسرحية الكويتية التاريخية التي صنعها وأصلها الرواد المؤسسون وتناقلتها الأجيال ليتبوأ المسرح الكويتي مكانته على الخارطة الفنية العربية والدولية بكل احترافية وإبداع وتميز.
واحتفى المهرجان بالفنان الكويتي سعد الفرج الذي اختير “شخصية المهرجان” لهذا العام، وجرى عرض فيلم تسجيلي عن مسيرته الفنية التي بدأت منذ ستينات القرن الماضي، كما كرّم المهرجان الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية في السعودية سلطان البازعي.
ومن المقرر أن يكرم المهرجان أيضا عددا من الفنانين والمهتمين بالمجال الفني والمسرحي ممن تركوا بصمة واضحة مثل زهرة الخرجي وفخرية خميس وجمال اللهو والدكتور فهد العبد المحسن وخالد المفيدي وعبدالله التركماني.
ووصف المجلس الكويتي للثقافة والفنون والآداب الفنان بأنه “أحد أبرز رواد الحركة الفنية في كويتنا الغالية، حيث استطاع ومنذ مرحلة مبكرة من فجر الكويت وإشراقتها أن يكشف عن موهبة عالية الكعب على صعيد الانتماء إلى الحرفة الفنية، وكاتباً طرز أهم الأعمال، وممثلاً صال وجال بين العروض والشخصيات، وهكذا الأمر في بقية الحرفيات الفنية التي رسخته قامة شامخة وسنام هذه الحرفة وأحد أعمدتها الأساسية”.
ويذكر أن سعد الفرج الذي تسلم تكريمه في حفل الافتتاح، يعد أحد أبرز رواد الحركة الفنية الكويتية، امتدت مسيرته لنحو ستة عقود بموهبة فنية عالية ترسخت بأعمال مازالت في الأذهان.
درس اﻹنتاج واﻹخراج التلفزيوني في كولومبيا بالولايات المتحدة في أوائل سبعينات القرن العشرين، وتولى عددا من المناصب في تلفزيون الكويت حتى صار مستشارًا دراميًا. وقدم عددا هائلا من المسلسلات التلفزيونية منذ منتصف الستينات، منها “درب الزلق” و”الأقدار” و”سوق المقاصيص”. كما عمل في السينما في أفلام مثل “بس يا بحر” الذي قام بالمشاركة بكتابة السيناريو الخاص به، وفيلم “السدرة”. أما في المسرح فقد مثل في “صقر قريش” و”حط الطير طار الطير” و”الكويت سنة 2000” و”حامي الديار”.
وتتضمن فعاليات الدورة الثالثة والعشرين للمهرجان سبعة عروض مسرحية، ويتزامن تنظيمه هذا العام مع احتفال دولة الكويت بأعيادها الوطنية ومع مرور 50 عامًا على تأسيس المجلس الوطني الكويتي للثقافة والفنون والآداب.
والعروض المسرحية هي “عفن الروح” لفرقة تياترو المسرحية، و”سجيل” لفرقة المسرح الشعبي، و”سيناريو وحوار” لفرقة مسرح الخليج العربي، و”رصاص” لمؤسسة باك ستيج قروب، و”بيانولا” لفرقة مسرح الشباب، و”جزا البارحة” للمعهد العالي للفنون المسرحية، و”غصة عبور” لفرقة المسرح الكويتي.
كما يتضمن المهرجان ورشا فنية مصاحبة هي “الإخراج ولغة الجسد” يقدمها المخرج خالد الرويعي وورشة “فن الكتابة المسرحية” تقدمها الدكتورة نورة العتال و”توظيف الدمى بالمسرح” يقدمها الدكتور وليد دكروب.
ويحوي المهرجان كذلك حلقة نقاشية بعنوان “واقع المسرح العربي المعاصر”، وهي تناقش محورين: الأول “اتجاهات التأليف – أشكال العروض” بمشاركة الدكتور سامي الجمعان والدكتور خالد أمين، فيما يناقش المحور الثاني “دور المهرجانات المسرحية – الواقع والمأمول”، بمشاركة الدكتورة آمنة الربيع والدكتور هشام زين الدين والدكتور غنام خضر.